9:30 AM
بشأن حياة روحية طبيعية

دراسة الكتاب المقدس - بشأن حياة روحية طبيعية

بشأن حياة روحية طبيعية

يجب أن يحيا المؤمن حياة روحية طبيعية – وهذا هو الأساس لاختبار كلام الله والدخول إلى الحقيقة. في الوقت الحالي، هل يمكن لجميع الصلوات والتقرب إلى الله والترنيم والتسبيح والتأمل ومحاولة فهم كلام الله الذي تمارسونه أن تلبي معايير الحياة الروحية الطبيعية؟ لا أحد منكم واضح جدًا في هذا الشأن. لا تقتصر الحياة الروحية الطبيعية على الصلاة والترنيم والحياة الكنسية والأكل والشرب من كلام الله، وغير ذلك من الممارسات، ولكنها تعني أن تعيش حياة روحية نشيطة وحيوية. الأمر لا يتعلق بالطريقة، بل بالنتيجة. يعتقد معظم الناس أنه من أجل اقتناء حياة روحية طبيعية، يجب على المرء أن يصلي أو يترنم أو يأكل كلام الله ويشربه أو يحاول فهم كلام الله. بغض النظر عمّا إذا كان هناك أي نتيجة، أو ما إذا كان هؤلاء الناس يفهمون فهمًا حقيقيًا، فإنهم يركزون فقط على أداء حركات خارجية، ولا يركزون على النتيجة، فهم أناس يعيشون داخل الطقوس الدينية، ولا يعيشون داخل الكنيسة، ناهيك عن أن يكونوا من أهل الملكوت. تتطلب هذه النوعية من صلوات الشخص وترنيمه وأكله كلام الله وشربه الالتزام بالقواعد، وهم يفعلون ذلك مجبرين، ويتممونها تمشيًا مع الاتجاهات؛ ولا يفعلونها عن طيب خاطر أو يقومون بها من القلب. بغض النظر عن مقدار صلاة هؤلاء الناس أو ترنمهم، فلن يأت هذا بأي نتيجة على الإطلاق، لأن كل ما يمارسونه هو قواعد وطقوس دينية، ولا يمارسون كلمة الله. عندما يركز هؤلاء الأشخاص على الطريقة فقط، ويتخذون كلام الله كقواعد لحفظها، فإنهم لا يمارسون كلمة الله، بل يرضون الجسد، ويفعلون أشياء ليظهروها أمام الآخرين. يأتي هذا النوع من الطقوس والقواعد الدينية من الإنسان، وليس من الله. لا يحتفظ الله بقواعد، ولا يخضع لأية قوانين؛ إنه يفعل أشياء جديدة كل يوم ويقوم بعمل له طابع عمليّ. لن يحصل الأشخاص الذين هم على شاكلة الأشخاص في كنيسة ثري سيلف Three-Self Church على عمل الروح القدس، بغض النظر عن مقدار ما يفعله هؤلاء الأشخاص، أو المدة التي يمارسونها، لأنهم يقصرون ممارستهم على ساعات الصباح اليومية، وصلاة المساء، وتقديم الشكر قبل وجبات الطعام، والتعبير عن شكرهم في كل شيء، وممارسات أخرى مماثلة. إذا كان الناس يعيشون في إطار القواعد، ويسكبون قلوبهم في الممارسة، فلن يكون لدى الروح القدس طريقة للعمل، لأن قلوب الناس منشغلة بالقواعد، ومنشغلة بتصورات إنسانية؛ لذلك ليس لدى الله طريقة للقيام بالعمل؛ وسيظل الناس دائمًا تحت سيطرة القانون، ولن يتمكن مثل هؤلاء الأشخاص من الحصول على مدح الله.

تعني الحياة الروحية الطبيعية أن تعيش حياة قدام الله. عندما يصلي المرء يستطيع أن يُهدئ قلبه أمام الله، ويستطيع أن يسعى إلى الحصول على استنارة الروح القدس من خلال الصلاة، وأن يعرف كلام الله، ويستطيع أن يفهم إرادة الله. يمكن أن يزداد المرء وضوحًا وفهمًا لما يريده الله أن يفعله الآن عندما يأكل كلام الله ويشربه، ويمكنه أن يقتني طريقًا جديدًا من الممارسة، ولا يكون متحفظًا، وبهذا تكون كل ممارسة الشخص لغرض تحقيق التقدم في الحياة؛ فعلى سبيل المثال، ليس الغرض من صلاة المرء قول بعض الكلمات اللطيفة، أو الصراخ أمام الله للتعبير عن إثمه، بل هي ممارسة تدريب روح المرء، وتهدئة قلبه أمام الله، وممارسة البحث عن إرشاد كلام الله في جميع الأشياء، وأن يجعل المرء قلبه قلبًا ينجذب نحو نور جديد كل يوم، فلا يكون سلبيًا ولا كسولاً، ويدخل في الطريق الصحيح لممارسة كلام الله. يركز معظم الناس حاليًا على الأساليب، ولا يحاولون السعي للحقيقة لإحراز تقدم في الحياة؛ هذا هو المكان الذي يحيد فيه الناس. يوجد بعض الناس أيضًا الذين لا يغيّرون أساليبهم، مع أنهم قادرون على الحصول على نور جديد؛ فهم يدمجون مفاهيم دينية من الماضي لاستقبال كلمة الله اليوم، ولا يفهمون سوى العقيدة التي تحمل المفاهيم الدينية معها، ولا يستوعبون نور اليوم بنقاوة. لذلك، فإن ممارساتهم غير نقية، ويفعلون الشيء نفسه باسم جديد، ومهما كانت ممارساتهم جيدة، فإنها لا تزال زائفة. يرشد الله الناس إلى القيام بأشياء جديدة يوميًا، ويطلب من الناس امتلاك رؤى جديدة وفهم جديد كل يوم، وألا يكونوا تقليديين أو رتيبين. إذا كنت تؤمن بالله لسنوات عديدة، ولكن لم تتغير أساليبك على الإطلاق، وإذا كنت لا تزال متحمسًا للخارج ومنشغلًا به، ولا تأتي أمام الله للتمتع بكلامه بقلب هادئ، فلن تستطيع الحصول على أي شيء. إن لم ترسم خطة جديدة عند استقبال عمل الله الجديد، وإن كنت لا تمارس بطريقة جديدة، وإن كنت لا تسعى إلى فهم جديد، بل تتمسك بأشياء قديمة من الماضي وتتلقى كمية محدودة فقط من النور الجديد دون أن تغير الطريقة التي تتبعها في الممارسة، فعلى الرغم من أن مثل هؤلاء الأشخاص هم اسميًا داخل هذا التيار، فهم في الواقع فريسيون دينيون خارج تيار الروح القدس.

إن أردت عيش حياة روحية طبيعية، فأنت بحاجة إلى تلقي النور الجديد يوميًا، وطلب الفهم الحقيقي لكلام الله، وتحقيق الوضوح تجاه الحقيقة. عليك أن تقتني طريقًا للممارسة في كل شيء، ومع قراءة كلام الله كل يوم يمكنك العثور على أسئلة جديدة واكتشاف عيوبك. سيؤدي هذا بدوره إلى الوصول لقلب يشعر بالعطش ويسعى للبحث، وسيحرِّك هذا كيانك بالكامل، وستكون قادرًا على الهدوء أمام الله في أي وقت، وأكثر خوفًا من التقصير. إذا أمكن لشخص ما اقتناء هذا القلب المتعطش والباحث، وكان مستعدًا أيضًا للدخول باستمرار، فهو إذًا على الطريق الصحيح لحياة روحية. إن الأشخاص الذين يدخلون في حياة روحية طبيعية هم أولئك الذين يمكنهم أن يقبلوا أن يحركهم الروح القدس، والذين يرغبون في إحراز تقدم، والمستعدون للسعي ليجعلهم الله كاملين، وأولئك الذين يتوقون لفهم أعمق لكلام الله، والذين لا يسعون إلى الأشياء الخارقة للطبيعة ولكنهم يدفعون ثمنًا عمليًا، ويظهرون اهتمامًا عمليًا لإرادة الله، ويدخلون دخولاً عمليّا، ويجعلون خبرتهم أكثر صدقًا وأكثر واقعية، والذين لا يبحثون عن الكلمات الفارغة للعقيدة، والذين لا يسعون أيضُا إلى الشعور بالأمور الخارقة، ولا يعبدون أي رجل عظيم، ويكون هؤلاء قد دخلوا حياة روحية طبيعية. إذ أن كل ما يفعلونه هو لغرض تحقيق مزيدٍ من التقدم في الحياة، والحفاظ على روحهم النشيطة غير الفاترة، والتمكن دائمًا من الدخول بشكل إيجابي. على سبيل المثال، عندما يصلّون قبل وجبات الطعام، لا يكونون مجبرين على عمل ذلك، بل بالأحرى يهدِّئون قلبهم أمام الله، ويشكرون في قلبهم، ويكونون مستعدين للعيش لأجل الله، ووضع وقتهم في يديّ الله، ويكونون على استعداد للتعاون مع الله والتضحية من أجل الله. إن لم يستطيعوا تهدئة قلبهم أمام الله، فإنهم يفضلون عدم تناول الطعام بل الاستمرار في الممارسة؛ وهكذا فهم لا يلتزمون بالقواعد، بل يمارسون كلمة الله. عندما يصلي بعض الناس قبل الأكل يتخذون بوعي وضعًا معينًا ليتظاهروا بسلوك قد يبدو متدينًا جدًا، لكن عقلهم يتساءل: “لماذا أحتاج إلى الممارسة بهذه الطريقة؟ أليست الأشياء على ما يرام بدون صلاة؟ الأمور لا تزال كما هي بعد الصلاة، فلِمَ التعب؟” يلتزم هذا النوع من الأشخاص بالقواعد، وعلى الرغم من أن كلماته تقول إنه مستعد لإرضاء الله، إلا أن قلبه لم يأتِ أمام الله. إنهم لا يصلّون بهذه الطريقة من أجل ممارسة تهدئة قلبهم أمام الله، بل يفعلون ذلك لخداع الآخرين ولكي يراهم الآخرون. إن الشخص الذي تصرف بهذه الطريقة شخص منافق تمامًا، مثل راعي ديني لا يستطيع التشفُّع إلا للآخرين، لكن هو نفسه لا يستطيع الدخول. إن هذا الشخص هو موظف ديني، بالكامل! يقول الله أشياء جديدة كل يوم، ويفعل أشياء جديدة، لكنك تلتزم بالقواعد كل يوم، محاولاً أن تخدع الله، وتتعامل مع الله برتابة، ألست شخصًا يتحدى الله؟ هل يمكنك نوال البركات بينما تلتزم بالقواعد وتتحدى الله؟ ألن يوبخك الله؟

يتطور عمل الله بسرعة، طارحًا الدينيين من مختلف الديانات والطوائف والمشاهير الذين يمارسون العبادة الكنسية بعيدًا، بعيدًا جدًا، ومبددًا أيضًا في كل الاتجاهات هؤلاء الخبراء من بينكم الذين يحبون الالتزام بالقواعد على نحو خاص. إن عمل الله لا ينتظر، إنه لا يعتمد على أي شيء، ولا يتباطأ، ولا يجذب أو يجرّ أي أحد إلى الأمام؛ إن لم تستطع مواكبة ذلك، فسيتم التخلي عنك، بغض النظر عن عدد السنوات التي كنت فيها تابعًا. إن كنت ملتزمًا بالقواعد، فسيتحتم محوك بغض النظر عن مدى أهليتك كشخصٍ متمرسٍ. إنني أنصح هذا النوع من الأشخاص أن يكون لديه بعض المعرفة الذاتية، وأن يأخذ مقعدًا خلفيًا طواعية، وألا يتمسك بما هو قديم؛ ألا يُعد جعل الآخرين يمارسون كلمة الله وفقًا لمبادئ عملك محاولة لكسب قلوب الناس؟ إن ممارستك هي الالتزام بالقواعد، وتعليم الناس ممارسة العبادة الكنسية. دائمًا ما تجعل الأشخاص يفعلون الأشياء وفقًا لرغباتك، ألا يُعد هذا تشكيل جماعات؟ ألا يُعد هذا تقسيمًا للكنيسة؟ ثم كيف تجرؤ على أن تقول إنك متفهم لإرادة الله؟ ما الذي يؤهلك للقول بأن هذا لجعل الآخرين كاملين؟ إذا واصلت القيادة بهذه الطريقة، أليس هذا معناه قيادة الناس إلى طقوس دينية؟ إذا كان الشخص يتمتع بحياة روحية طبيعية، وإذا حصل على إطلاق روحه وتحريرها كل يوم، فيمكنه ممارسة كلام الله بحرية لإرضائه، وحتى عندما يصلي، فإنه لا يكتفي فقط بالشكليات أو يتبع عملية معينة، ويكون قادرًا على مواكبة نور جديد كل يوم. على سبيل المثال، عندما يمارسون تهدئة قلوبهم أمام الله، يستطيعون أن يهدّئوا قلبهم حقًا أمام الله، ولا يمكن لأحد أن يزعجهم، ولا يستطيع أي شخص أو حدث أو شيء تقييد حياتهم الروحية الطبيعية. هذا النوع من الممارسة هو لغرض تحقيق نتيجة، وليس فقط لإصدار بعض القواعد ليلتزم الناس بها. لا يُعد هذا النوع من الممارسة التزامًا بالقواعد، بل هو لتعزيز تقدُّم الناس في الحياة. إذا كنت مجرد حارسًا للقواعد، فإن حياتك لن تتغير أبداً؛ على الرغم من أن الآخرين قد يمارسون بهذه الطريقة، كما تفعل أنت، ففي النهاية، يمكن للآخرين مواكبة وتيرة عمل الروح القدس، بينما يتم إقصاؤك أنت خارج تيار الروح القدس. إذًا ألا تخدع نفسك؟ الغرض من هذه الكلمات هو السماح للناس بتهدئة قلوبهم أمام الله، والتوجه إلى الله، والسماح لعمل الله أن يتم في الناس دون عائق، وليأتِ بنتائج.

المصدر مأخوذ من: دراسة الكتاب المقدس

المزيد من المحتوى الرائع: تأملات مسيحية 2019 - كيفية صلاة المسيحيين - الصلاة التي يوافق عليها الله

الفئة: كلمة الله | مشاهده: 107 | أضاف: das892683 | علامات: كلمة الله, الصلاة, حياة روحية | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
avatar